السلام على الجميع ... سويلم

 

 

 

مجلة سويلم

 

 

 

 

اهداء

****

اهدى هذة القصة الى كل من يتطلعون الى الانسانية العليا, و التراحم بين البشر

 

***********************************************

 

صراخ صامت من بعيد

**************

ترك لها الزمن مسحة من الجمال, وترك لها زوجها بعد رحيلة رغبة الى الجنس الآخر, انها فى سعة من العيش تجعلها فى عيون الرجال مرغوبة, اسمها "عقيلة هانم" حرم المغفور لة" شرف الدين ابو العز"

تجاوزت الخامسة و الثلاثين بقليل, ممتلئة الجسم عامرة بكل ما يجعل رؤوس الرجال تتهاوى وتنحنى, اضف الى ذلك غناها الذى يجعل منها مطلبا للرجال الذين يعشقون المال و الجما ل.

ممتلئة الجسم ذات طول مناسب,لها من العيون كل السعة مع انف دقيق , وينحدر النظر فيقع على شفتين من الكريز الاحمر, وما يلبث النظر ان يدوخ فيقع على صدر رجراج عامر بالحيوية.. اما الخصر فهو جميل مازال رشيق ,ودائما ما يترك الرجال لها الطريق وهى تسير , فالسيقان تغريك بالنظر اليها وهى تسير امامك.

ماذا يطلب الرجال اكثر من هذا!!

مال وجمال وانوثة ورغبة.

لها ابنة واحدة انها" سلمى" تدرس الان ادارة الاعمال فى امريكا وهى سعيدة هناك, ودائما ما تراسل امها اسبوعيا بخطاب تعبر فية عن شوقها وافتقادها الى حبها الدافىء فى تلك البلاد الباردة.

كانت "سلمى" بنت "عقيلة هانم" تعيش فى امريكا مع خالها الدكتور"عصمت عرفان" فى احدى ناطحات السحاب, ولهذا الدكتور شهرة كبيرة فى مجال تخصصة.. فى القلب فهو من اوائل الاطباء الذين قامو ابعمليات

القلب, فهو خبير بكل اسرار تلك العضلة التى لاتتجاوز قبضة اليد, لة وسامة خاصة فهو اخ "عقيلة هانم"

وكانت الرسائل لا تنقطع بين القاهرة وامريكا.

"سلمى" تحتاج الى  امها و نصائجها رغم انها تعيش مع خالها وزوجتة امرأة عارية من كثير من مظاهر الانوثة., انها دكتورة فى علم النفس البشرية و تبادل سلمى الحب و العطف و تشجعها على ان تقول لها دقائق اسرارها لكى تعينها و توجهها الىالطريق السليم, بعيدا عن اجواء الحياة المسممة بالرزيلة و الفجور.. الا ان "سلمى" لم تنس امها رغم ذلك, فكانت دائمة الكتابة اليها تحكى لها اسرارها و عواطفها.. تحكى لها عن امريكا و فرحتها  الغامرة بالاشياء الباهرة التى توجد فى المدن الامريكية, فهى قد زارت مدينة نيويورك بلد رجال الاعمال و ناطحات السحاب العملاقة, وقد زارت واشنطن العاصمة التى نسقت فيها الحدائق البديعة و التى تموج بالحركة و النشاط طول اليوم, ان وشنطن كنيويورك فى الحركة الدائبة و النشاط ولكنها قليلة فى المبانى التىتعانق السحاب.

امى.. اننى لى من الاصدقاء الكثير معظمهم من البنات فلا تخشين, فأنا حريصة على الا اقع فى حب مع احد لان غالبيتهم يتعالون لأحساسهم بأن بلادهم ذات حضارة حديثة, ولكن هيهات فحضارة بلدى مصر اقدم واعرق وينقصنا الاصرار على التقدم وحب العمل.

واذا صادقت معك القول امى فأننى اقول لك ان هناك بعضا من الاصدقاء الشبان من الامريكيين لهم مزايا خاصة, فهم على درجة كبيرة من الرقى و الادب, احدهم يدعى"ريتشارد" انة خجول ولكنةغنى فوالدة صاحب مصانع سيارات. اماصديقى الاخر فهو "روبرت"انة من النوع الذى يريد ان يشعرك بأنة على معرفة بكل شىء فهو غنى بثقافتة واثق من نفسة الى ابعد الحدود, ولا يمتقع لونة وهو يبادلنى الحديث كما الحال مع " ريتشارد", وهم يأمى العزيزة يتميزون كغيرهم من الاجانب بالشعر الناعم الجميل... لا تخافى امى ان هذا لن يغرينى بأن ادعو احدهم ان يقبلنى!! فألاول خجول اما الآخر فلم ار منة حتى الان نظرة شاردة.

امى العزيزة.. اننى بخير مع خالى وزوجتة فهما يكنان لى عطفا وحبا ويوفران لى سبل الراحة و الهدوء لكى اتمكن من اتمام الدراسة هنا  فأنا فى شوق  الى رؤياك واننى اعد الايام عدا لكى اسافر اليك فى الاجازات الدراسية.

سلامى وقبلاتى اليك امى العزيزة.

كانت الدموع تتكون فى مقلتيها وتنحدر على خديها الناعم الجميل وتسقط على خطاب ابنتها الملقى على فخذيها, ولم تنتبة من موقفها هذا الا على دخول خادمتها"صابرة" تخبرها بموعد العشاء.

وعلى ضوء الشموع الخافتة – هى تفضل ذلك- كانت تجلس فى وحدة مفزعة على طاولة الطعام, الشموع هذة كانت تذكرها بأيام خلت ولن تعود.

ومن بعيد كانت خادمتها "صابرة" تنظر اليها وترثى لحالها, فقد لازمت سيدتها منذ ان كانت  سيدتها فى بيت والدها, وعندما اقترنت "عقيلة هانم"بزوجها انتقلت "صابرة" مع سيدتها  الى بيت الزوجية.

كان عمر "صابرة" فى ذلك الوقت لا يتعدى العاشرة, اما هى الان فقد جاوزت العشرون من عمرها

هى فى مقتبل الشباب كما تدعى هى نفسها وتخشى ان يفوتها القطار كما تقول!!

"صابرة" ممشوقة القوام واسعة العينين لها شعر طويل لكنة مجعد دائما تخفية فى غطاء ابيض اللون وهى فى البيت, اما فى حالة الخروج للتسوق فأنها ترتدى غطاء شعر احمر اللون, لكى يشيع فى الجو المحيط بها نوع من الاعجاب, كذلك ليشع الدفىء و الهلع و الرغبة فى قلب "حميدو" ذلك الشاب الذى تجاوز العشرين من العمر, فهو ينظر الى بنات حواء بنهم كبير ولا يترك احداهن تسير امام محلة المتواضع الا و يصرخ بود من قلبة بجملة "يا جميل محلاك".. يتبع ذلك سيل من الكلمات الحلوة المحببة الى قلوب البنات حتى تختفى المارة من امامة فى شارع جانبى.

كان "حميدو" هذا شاب من " اولاد البلد" فخور بنفسة لة شارب كثيف يغطى جزء كبير من فمة, رقيق الجسم يرتدى جلباب وهو فى محلة, اما ايام الاجازات و الاعياد فهناك فى حجرتة المتواضعة بدلة رقيقة الحال عطاها الية احد البكوات, كما كان هو نفسة يقول فكان لا يخجل من ذلك, بل انة يرى ان الجلباب اكثر راحة من هذة التكتيفة و, يقصد بذلك البدلة رقيقة الحال.

و " حميدو: هذا متمردا بعض الشىء, فكان لا يرتدى طاقيتة الا عند النوم او عندما يريد ان يكون شعرة جميلا فى الصباح التالىو وغالبا ما يكون هذا الصباح عطلة لة من العمل المرهق الذى يؤدية فى كى الملابس لاهل الحى, ترك الدراسة بعد وفاة والدة لكى يستطيع تدبير قليل من المال يقتات بة هو وامة.

ورث "حميدو" المحل عن ابية الذى توفى متأثرا بشرب الخمر و تعاطى كل انواع المخدرات التى اذا ندرت فى سوقة اياه كان يلقى فى جوفة كميات من الاقراص المخدرة التى تحضرها لة ام" حميدو" وهى متأففة وبعد سيل من الشتائم التى كانت تثير ابنها" حميدو" وتجعلهم فى شجار دائم.

ولم يشأ الابن ان يرفع يدة على ابية فقد كانت لدى "حميدو" بعضا من الاخلاق.

الموت هو الذى انهى الاشكال الدائم, توفى والدة وترك لة امة وهذا المحل .

لم يحزن " حميدو" كثيرا لموت ابية وان كان قد اغلق المحل عدة ايام تاركا على بابة جملة تفيد ان والدة المرحوم" عبد المعطى عبد الباسط" قد لقى ربة فانا للة وانا الية راجعون.

تقبل "حميدو" العزاء عدة ايام فى حوش بجوار حجرتة, وفى اليوم التالى لذلك ذهب الى محلة والقى بضع دلوات من الماء بعد ان ازاح التراب بعيدا, وعلى صوت " وابو الجاز" بدأ عملة فى كى الملابس بنفس راضية, اما امة فقد حزنت لفراق زوجها حزنا كبيرا, فبدأت فى الضعف يوما بعد يوم, الا انها ورغبة منها فى البقاء تركت كل هذا واتجهت لمشاركة " حميدو" فى عملة بالمحل, فقد كان دورها احضار الملابس من العمارات المجاورة, ثم تقبع بعد ذلك بجوار المحل لبيع بعضا من علب السجائر, والمناديل الورقية.

ومرت الايام بحلوها ومرها واصبحت نظرات " حميدو" اكثر جرئة فى النظر الى بنات حواء, وكانت امة تلاحظ ذلك وادركت بفطرتها انة يريد الجواز فهمست لة بأنة قد حان الوقت بأن يختار شريكة حياتة لكى تستريح امة ويهدا بالها من ناحيتة.

تردد " حميدو" بعض الشىء.. الا انة استرجع طبيعتة وقال لأمة:عندما يريد اللة لى ببنت الحلال

فقالت الام: يابنى انهن كثيرات وعليك ان تختار وانا على ان اكلم لك امها, مارايك فى "نفيسة" بنت " مرجان نصار"صاحب عربة الكشرى التى على ناصية الحارة, ام ماذا تقول فى "تفيدة" بنت الاسطى "عبدة" السائق.. انها جميلة و مؤدبة مثل " نفيسة" تمام, طيب.. تقول اية فى " صابرة" الشغالة عند المرحوم" شرف الدين ابو العز".

وهنا احمر وجة "حميدو", وبشعورالام وبفطرتها عرفت ان ابنها لة هوى فى "صابرة", فأكثرت المديح فيها و اخذت تعدد من مواطن الجمال فيها و "حميدو" يستمع الى امة وعلى وجهة ابتسامة عريضة, حتى كاد ان يلسع يدة من المكواة.

كانت امام " فيلا القمر"التى تقطن فيها "عقيلة هانم" من الناحية المقابلة بناية من خمسة ادوار ملك المحامى المشهور " تيمور حسين" يقطن هو و اسرتة فى الدور الثالث و الرابع اما الادوار الاخرى فهو يؤجرها للغير, وكان لهذا المحامى علاقة عمل مع "عقيلة هانم" فهو الذى وقف بحانبها بعد وفاة زوجها واستخلص لها حقوقها من براثن اقارب زوجها الذين طمعوا فى نهب ما يمكن نهبة , كانوا كثرة امام زوجة وحيدة لاحول لها ولا قوة, ارادوا اخراجها من الفيلا ويحتلوها لانفسم  لان الفيلا مكونة من ثلاث طوابق, الطابق الاول مكون من صالة واسعة فى وسطها يتدلى من السقف نجفة كبيرة وعلى الارض سجادة كبيرة بأتساع الصالة وكمية كثيرة من كراسى "الاوبيسون" منسقة فى انحاء وجنبات الصالة, وهناك بار جميل وعلى جانبى الصالة يوجد فى الجانب الايمن حجرة واسعة للاستقبال تزينها احدث ما فى عالم الاثاث من رقى وذوق رفيع, و بجوار كل كرسى من الكراسى الفاخرة توجد مجموعات من الاصص لنباتات الظل اضفت على المكان راحة وجمال, اما الجانب الايسر للصالة فهو مكتب المرحوم" عز الدين ابو العز"  , انها حجرة مكتبة التى كانت تموج بالحركة و الزيارات من رجال الاعمال و اصدقاء العمل.

اما الدور الثانى فتوجد بة اربعة حجرات للنوم اعدوا اعدادا راقى يخال لمن يرى حجرة منهم و خاصة حجرة المرحوم كأنك فى عالم الف ليلة .. هنا كان يتلمس ويهمس.. هنا كان يقترب و يقبل.. هنا كانت الحياة و الرغبة, ولكن هكذا الايام, لقد انتزع الموت منها زوجها وترك لها الذكريات الحلوة وكثير من المشاكل مع اقاربة الذين لم يرحموها ولم يتركوها و شأنها.

وقد خصص الدور الثالث للجلوس تحت اشعة الشمش, فقد كانت جوانب الحجرات من الزجاج مغطى بستائر جميلة زاهية اضفت على المكان جمالا, لقد كان هذا الدور مخصص لايام الشتاء المشمشة فى الشتاء, وليالى الصيف بنسماتة الجميلة فى الصيف.. ايام وليالى قضوها معا فىحب و غرام كانت نتيجتة بنت تحاكى امها فى كثير من تفاصيل الوجة و استدارة الصدر مع التفاف القوام.

كان المرحوم كثيرا ما يمازح زوجتة فيقول لها: ان " سلمى" قد سرقت منك الجمال كلة وتركت لك القليل, اننى احبها كثيرا واننىاذوب فيك حبا ايضا.

لقد توطدت علاقة الاستاذ" تيمور حسين" المحامى بالسيدة" عقيلة هانم", فكان عونا لها و مساعدا لها فى مشاكل الميراث, فقد تمكن ذلك المحامى من احرازكثير من التقدم عندما حكمت المحكمة بفضل مرافعتة البليغة بأحقية امتلاكها للفيلا التى تقطن بها,وفى احقيتها فى الكثير من العمارات التى كان يمتلكها زوجها فاصبحت تملك الكثير هى وابنتها" سلمى", فحمدت اللة كثيرا و انزلقت دمعة حائرة على وجنتيها وهى تتجة الى المحامى لتشكرة على مجهودة الكبير.

وقد كان تردد"عقيلة هانم" الى مكتب المحامى" تيمور حسين" لغرض النقاش فى امور الارث, اما الان وقد انهى لها كل مشاكلها مع الارث, فقد كان يجب ان ينقطع الاتصال بهذا المحامى .

فى امسية من ليالى الصيف الجميلة, وبعد ثلاثة ايام منذ زيارة"عقيلة هانم" الاخيرة لمكتب المحامى, زار المحامى هذا ومعة زوجتة "صفية" فيلا القمر لكى يقدموا لها التهنئة لتلك المناسبة, وتوطدت العلاقات بعد ذلك  وتبادلوا الزيارت , والتسوق معا فقد اصبحت " صفية" زوجة المحامى صديقة عزيزة عند "عقيلة هانم",ونجحت " صفية" هذة فى انتزاع كثير من الهموم و الاحزان وخاصة بعد سفر ابنتها " سلمى" الى امريكا, بعد ان اطمئنت على املاكها و املاك امها وبعد ان حصلت على فى نفس العام على الثانوية العامة و سافرت الى امريكا لكى تدرس ادارة الاعمال فى احدى كلياتها.

استقرت الحياة.. وسارت الامور رتيبة, وخيم الهدوء على فيلا" القمر".. الفيلا التى كانت تموج  يوما برجال الاعمال و الاصدقاء...........................................

 

 

 

اصدقاء لم يبقى منهم الا عائلة المحامى"تيمور حسين".. هكذا الايام غادرة, تنصل منها اقارب المرحوم منذ الصراع الكرية الذى دار فى المحاكم.

 

افكار كثيرة متباينة كانت تدور فى رأس "عقيلة هانم" وهى جالسة بمفردها على كرسى وثير سارحة بعيدا هنا وهناك ناظرة الى الشموع المرتبة فى شمعدانات من النحاس اللامع....... وفجأة صرخ الهاتف بجوارها محدثا رنينا شديدا.

كان على الطرف الاخر من الهاتف" صفية" زوجة المحامى المعروف, تبادلن الكثير من شتى المواضيع وقبل نهاية الحديث دعتها " صفية" للسهر لديهم لاحتفالهم بنجاح ابنهم"تامر" فى كلية التجارة ادارة اعمال.

الحفلة محدودة العدد, فيوجد هناك بجوار منضدة كبيرة عم" تامر" فى حديث مع الاستاذ"فتح اللة" المحامى الصديق الحميم للاستاذ" تيمور حسين", اما زوجتة فهى فى صحبة مع اخريات مندمجات فى حديث اخاذ !!

اما خال تامر الطبيب الجراح فهو بالقرب من البار يتبادل الحديث الهامس مع زوجتة ولا غرابة فى ذلك اذ انهما فى شهر العسل,  وعلى احدى كراسى حجرة الصالون جلست" عقيل هانم" تتناول قطعة من " الجاتوة" مع كوب من الشاى المضف الية قليلا من اللبن, وبجوارها "صفية " صديقتها الحميمة فى حديث عن هذا الولد الشقى الذى ما زال عند اصدقائة من الصباح بعد ان تأكد من النتيجة بالنجاح... واثناء الحديث عن" تامر" ظهر من بعيد وسلم على الجميع واتجة الى حجرة الصالون فى ارتباك شديد بعد ان لمح" عقيلة هانم" التى لم تتردد فى ان تمنحة قبلة النجاح و هو فى اشد الحيرة و الارتباك امام والدتة, الا انة بدى وكأنة تغلب على ذلك ورجع الى طبيعتة الشقية وبدأت نظراتة تغوص فى صدر" عقيلة هانم" خلسة من وراء والدتة.. فهو شاب لة من الوسامة ما جعل حياتة الجامعية زاخرة بصحبة معظمهم من الجميلات, جال معهن فى جولات وكانت معهن كثير من الذكريات الحلوة... انة" تامر"ذات شعر بنى اللون مقصوص بعناية يتركة ينساب مع الهواء عند كل التفافة, حسن الحديث من النوع الذى يمكن ان نطلق علية جذاب, فهو من هؤلاء الصيادين المهرة الذين يعرفون جيدا اسرع الطرق لايقاع الصيد فى الشباك, ولقد كان سبب ارتباكة يوم حفلتنا هذة هو انة كان ينظر الى "عقيلة هانم" نظرة خاصة.. نظرة كلها رغبة , وقد فوجىء بها امامة, بل وفوجىء بها تقترب منة وتضع على خدية قطعتين من الكريز الاحمر الناضج, ولم ينس ذلك ابدا  !!

لم ينم ليلتها, فقد ظل طول الليل يخالها امامة وهى تتقدم ببطء وتقبلة ورائحة العطر الفرنسى مازال شذاة حولة,اى قوام هذا واى جمال !!انها عامرة الصدر ملفوفة القوام, وما اجمل من السلسة الذهبية التى كانت ترتديها يتدلى منها عصفور رقيق من الذهب ما يكاد يظهر حتى يسرع مختبا بين نهديها.

لم ينم ليلتة هذة.. فلقد بات لة انها تتعمد اثارتة بصدرها الجميل وفمها المغرى.. لم ينم ليلتة فقد قالت لة وهى تقبلة وتضغط على يدة: مبروك يولد النجاح.

ولقد كان اهتمام " تامر" بها, منذ فترة طويلة, انة يعلم ان فى الفيلا المقابلة لهم امرأة جميلة للغاية, مات زوجها وتركها وحيدة.. ولافكار فترة  الشباب افكار, ومنذ ذلك الزمن وهو يراقبها بأعجاب مفرط , يهتم من بعيد بشؤنها فيدعو والدتة ان تزورها دائما, فدائما ما يذكر والدتة بهاتف المساء مع "عقيلة هانم" ويغلف قولة بشىء من التهكم ... هكذا كان يفعل.

او كان يجلس فى المساء بجوار الهاتف ينتظر رنينة معلنا ان هناك على الطرف الاخر من الهاتف "عقيلة هانم".

هى كل تفكيرة, وزاد من حبة لها بعد ان منحتة قبلة النجاح... اصبحت هى التفكير ذاتة... انها كل حياتة.فلا عجب اذا طال التفكير فى سخص ان يصير التفكير هة حياتة التى يحى بها.. كان يرغب فيها وكفى.. كان لدية رغبة شديدة ان يعوضها بعد وفاة زوجها.

كيف نام ليلتة هذة.. لقد رأها.. رأى حبيبتة وهى تصرخ وحولها الامواج شديدة وترفع كلتا يديها نحوة وهى تكاد تغوص وسط الامواج...... استيقظ من نومة واضاء الانوار واشعل سيجارة من التبغ واخذ منها نفسا عميقا.. ثم ارخى رأسة بين راحتية وغاب فى تفكير بعيد.

لم تفت ليلتة  التالية ايضا من كابوس اخر, فقد رأى حبيبتة كما لو كانت فى صحراء مقفرة وهى تجهش بالبكاء.... اما ليلتة الثالثة فقد كانت بين يدية وعلى ثغرها ابتسامة حار فى فهمها.

 

 

اجتهد فى عملة واقام لامة بجوار المحل "كشكا" لبيع السجائر وبعض الحلوى مع جرائد الصباح والمجلات

ومرت الايام... وبالاجتهاد الشاق فى العمل تمكن"حميدو" فى ان يحول هذا " الكشك" الى مكتبة صغيرة عامرة بمعظم متطلبات الحى من اقلام وكتب مدرسية...

اصبحت الحياة شبة مقبلة علية كرغبتة فى حبيبتة" صابرة"... وما العجب فانة يشقى كل هذا ويتعب من اجل ان ترضى عنة و ترضى بة زوجا لها.. لقد تمكن بالكاد من توفير مبلغ ضئيل من المال, ظن انة ثروة واى ثروة... هكذا حال الفقراء من الناس..... اصبح لدية ثروة تمكنة من الذهاب مع والدتة للذهاب الى تلك الفيلا التى توجد بها حبيبتة"صابرة".

كان "حميدو" هذا لايعرف عن"صابرة" هذة اى شىء عن والدها انة يراها امامة حلوة يخفق لها قلبة وهى تتسوق لسيدتها, فلا بئس على سيرتها فقد مدح فيها معظم رفاق "حميدو" و باركوا خطواتة فى خطبة"صابر" من سيدتها.

فى امسية من ليالى الصيف الحار جلس" حميدو"امام حجرة شديدة التواضع , المطلة على زقاق شديد الضيق, واخذ يفكر فى امور الدنيا , هنا الفقر المدقع, وهناك الغنى الفاحش.. هكذا الاقدار.

فجأة انتبة من شرودة على صوت امة من داخل الحجرة الضيقة تنادية لكى تصرف عنة الهموم, وعلى "طبلية من الخشب اكل عليها الدهر منها اجزاء, جلس "حميدو" امام امة التى كانت تتناول طعام العشاء المكون من بضع ارغفة عفى عنها الدهر, مع قطعة من الجبن وشرائح من الطماطم.. وفقط اللهم كوب من الماء يدة مكسورة. وبعد ان دست امة فى فمها قطعة كبيرة من الخبز  قامت وهى تقول: سوف اعد لك يابنى كوبا من الشاى, ونتكلم فى امور تهمك كثيرا.

لقد كان فى نبرة صوتها ما ينم الى ان حديثها سوف يتطرق الى"صابرة", وزاد من ذلك انة رأى امة تغمز لة بأحدى عينيها, وربتت على كتفة بحنان الام. وعلى فراء قديم من جلد خروف مضى علية الدهر وانتهى جلس "حميدو" ينتظر كوب الشاى, وهو يسمع من قريب صوت "وابو الجاز" و الماء يغلى بداخلة.. اخذ نفس طويل من سيجارتة وهو ينظر الى امة وهى قادمة نحوة ممسكة بكوب الشاى, وناولتة لة, وجلست امامة بعد ان اغلقت باب الحجرة حتى لايسمعها احد من الجيران, وفى محاولة يائسة لتبعد عنة جزاء من هموم الحياة قالت لة: ان والنبى شفت "صابرة" اليوم, حلوة قوى يا"حميدو".

هز "حميدو" رأسة مع ابتسامة شاردة انتشلتة من تفكيرة فقد قاسى "حميدو" منذ صغرة من شظف الحياة وخشونتها.. لم يتلقى تعليمة الا بضع سنوات لم تثمر عن شىء, يكتب اسمة بصعوبة مع معرفة بسيطة بمبادىء الحساب رغم ذكائة فى المدرسة, ولكن لم يجد اليد التى تحببة فى القرأة و الحساب.. والتعليم فى حد زاتة يعتبر ترف للفقراء.. فمن اين يدبر للفقير قلم و كراسة وكتاب وهو فى حاجة ماسة لرغيف من الخبز, فلقد كان ابوة يعانى كثيرا من الامراض, اضف الى ذلك ولع ابوة بالمكيفات, والمال قليل وظروف الحياة من الصعب تصورها لكى تكتب على الاوراق.

لم يجد ابو"حميدو" بدا من ان يشغلة معة فى محلة بدلا من دراسة لاتسمن ولا تغنى من جوع !!

وذات يوم , وبدون ترتيب, فى الصباح امر" عبد المعطى عبد الباسط" من ابنة "حميدو" ان يسبقة الى المحل وعلية ان يترك المدرسة الى الابد و قال لة" المدرسة لن تطعمنا ولن تقينا من برد الشتاء هذا.

ازهلت تللك الكلمات هذة الطفل"حميدو".. فهو مازال فى عالم الطفولة لم يدرك الحياة بعد, ولم يستطع "حميدو" ان يمنع دمعتان فرتا من عينية وانحدرت فى بطء شديد على وجنتية, ولم ينس "حميدو" منظر امة وهى تجهش بالبكاء وتربت على كتف ابنها, والدموع تنهمر بغزارة من عينيها.

وفى صوت من الرعد سمعا " عبد المعطى عبد الباسط" يقول:بسرعة تعالى ياولد بسرعة.

انفلت الابن من احضان امة, ومسح وجهة بكلتا يدية واتجة الى خارج الحجرة وسار وراء ابية منكس الرأس.

الا يعلم الغنياء ان الصدقة تطهر المال والبدن وتقى شرور الغير.

 

ربتت امة على كتف ابنها "حميدو" وهما يتناولان الشاى قامت تخفض من نور"اللمبة الجاز" لكى لا يتسرب ضوء منها الى خارج الحجرة حتى لا يزعجهما مار, وقاومت دمعة كانت تموج فى عينيها, وفى نبرة ام حنون قالت:اسمع يا"حميدو" يابنى لازم نذهب الى "عقيلة هانم" لكى نخطب لك " صابرة".. الفلوس كثير وخير ربنا اكثر والحمد للة على كل شىء.

رفع"حميدو" رأسة المنكسة, وحمد اللة فى سرة ان امة انتشلتة من ذكريات الماضى وقال لامة بصوت كلة حزن:علينا ان نحدد موعد مع الست.

قالت الام: لا عليك.. " الاسطىعبدة"السائق.. سائق الهانم سوف اخبرة انا او تخبرة انت بأن يحدد لنا موعد مع الهانم.

قال" حميدو": فى الصباح الباكر بمشيئة اللة سوف اخبر " الاسطى عبدة" وهو يشترى علبة سجائرة من الكشك.

 

ومع انتهاء كوب الشاى كان انتهاء الحديث المقتضب., وبات "حميدو" ليلتة قلقا يخشى ان يكون هناك ما يمنع من ان يقترب من حبيبتة.

فى الفجر.. مع صياح الديوك بصباح جديد, كان"حميدو" فى طريقة الى الجامع للصلاة, ودعى ربة ان يوفقة فى زواجة, ثم اتجة الى محلة وانتظر قدوم" الاسطى عبدة" السائق.

هواء الفجر منعش, يدعو الى الامل و العمل.. فتح باب محلة وازال بعض الاوراق والاتربة من امام المحل, والقى بضعة دلوات من الماء, واتجة لفورة الى" وابور الجاز" ليشعلة , و ليبدأ عملة فى صباح يوم جديد.

ومن بعيد شاهد امة مقبلة نحو المحل وفى يدها صحن من الفول مع ثلاثة ارغفة وحزمة من البصل, وفوق راسها حزمة من جرائد الصباح... وعلى طاولة صغيرة انتهى صحن الفول و البصل الاخضر و الارغفة , فحمدا اللة على ذلك الخير.. انصرف "حميدو" الى شأنة, واتجهت الام الى " الكشك" بحزمة جرائد الصباح.

لم ينتظرا كثيرا حتى سمعوا صوت حفيف سيارة" الهانم" يقودها السائق" الاسطى عبدة... بلع" حميدو" ريقة, وبدى علية الاطراب, ورأى امة تدعو لة بالتوفيق.

صباح الفل ياست" ام حميدو"

صباح الخير يا"اسطى عبدة"

صباح الخير يا"أسطى عبدة"

صباح النور يا"حميدو" يا بنى

لازم تشرب شاى معانا دلوقت, ان اريدك فى موضوع يا"أسطى"

خير يا" حميدو" ان شاء اللة

والنبى يا"أسطى عبدة" تقف جنب ابنك"حميدو".. قالتها الام واسرعت فى عمل الشاى, وهى تتصنت من بعيد للحوار المتبادل بينهما.

اية رأيك يا"أسطى" فى" صابرة" الشغالة عند " الهانم"

بنت حلال والنبى يابنى

طيب انا عايز اخطبها

خير ما فعلت, زين الصبايا

طيب ممكن تكلم الست فى ذلك!

عيونى الاثنين يابنى.. ربنا يوفقك.. ان ح اكلم" الهانم" وارد عليك فى المساء او باكر ان شاء اللة.. سلامى عليكم.. السلام عليكم يا"ام حميدو"

سلام ورحمة اللة يا" اسطى عبدة" والنبى تكون معانا فى الموضوع دة

عيونى يا"ام حميدو" سلامى عليكم

سلام ورحمة اللة.. سلام ورحمة اللة.

انصرف " الاسطى عبدة" فى حفاوة من الابن و الام مع دعائهم لة بالتوفيق فى صباحة هذا.

وامام" فيلا القمر" ركن " الاسطى" السيارة تحت احدى الاشجار المرصوصة على جانبى الطريق, ثم اخذ طريقة الى باب الفيلا, فأيقظ حارس البوابة بصعوبة وتناولا طعام الافطار معا.

 

لم يستطع" الاسطى عبدة" ان يكلم"عقيلة هانم" فى موضوع" حميدو" هذا لانها لم تخرج ذاك اليوم .. وكان من الصعب ان يتعدى" الاسطى عبدة" اكثر من "جراج الفيلا", وعلى كرسى بجوار "الجراج" اخذ يقراء جرية الصباح المفضلة عندة.. ويختلس النظر كل لحظة الى الباب الداخلى للفيلا آملا فى ان تظهر" عقيلة هانم" بجمالها الاخاذ.. فيسعد يومة ويوصلها حيث تريد.. زمن بعيد جاءت" صابرة" نحوة والقت علية الصباح الجميل, فرد عليها التحية وطلب منها ان ترجع الية مرة اخرى بعد ان تتم احضار طلبات اليوم.

وقال لها: الموضوع مهم لك يا"صابرة".

خفق قلب "صابرة" عند سماعها ذلك واسرعت لتدبر امرها.

 

وفى مساء ذلك اليوم الطويل, زارت" ام حميدو" جارتها "ام محمد" اخت" الاسطى عبدة" لتخبرها بالامر و برغبة ابنها فى الزواج, وانها لاتقوى على الانتظار حتى الصباح لترى" الاسطى عبدة" و افصحت لها عن رغبتها لزيارة" الاسطى عبدة" فى بيتة.

رحبت" ام محمد" بزيارتها وقالت" والنبى احنا زرنا النبى ياختى"

يعز مقدارك يا"ام محمد " يا زوق يا صاحبة الواجب

ياللة بينا

توكلنا علية

واخذا طريقهما الى بيت" الاسطى عبدة" فى الحارة القبلية وهى قريبة ليست ببعيد.

بيت " الاسطى عبدة" ذات صالة ضيقة , هنا كنبة وهناك كنبة وفقط اللهم الا طبلية مركونة على الحائط هناك,وعلى صراخ ابنة الصغير المحمول على كتف امة دخلن والقين السلام فى ود ظاهر.

رحبت زوجة "الاسطى" بهما كثيرا, وقامت لتصنع لهما اكواب الشاى المشروب الموجود الوحيد و الحمد للة.

واثناء ذلك خرج "الاسطى عبدة" من حجرتة مرتديا جلبابة وطاقيتة على رأسة, ورحب بهما, وجلس يشعل سيجارتة واخذ منها نفس عميق بعدها نظر الى "ام حميدو" وقال لها: لم استطع ان اكلم " الهانم" فلم تخرج اليوم من الفيلا .

قالت " ام حميدو": لية كفا اللة الشر؟!!

فقال لها "الاسطى": خير يا"ام حميدو" انما هى ساعات وايام لاتخرج ولا استطيع ان اقابلها الا عندما تركب السيارة وتأمرنى بالذهاب الى حيث تريد.

تدارك" الاسطى عبدة" الموقف وقال" الا اننى قابلت" صابرة" هذا الصباح.

فاستبشرت" ام حميدو" خيرا, وواصل " الاسطىعبدة" حديثة فقال" ولقد فاجئتها بالامر واحسست ان لها هوى فى ابنك... فعندما ذكرت لها اسم" حميدو" غضت بصرها فى حياء.. ولكننى عندما اخبرتها برغبتة فيها وانة يريد ان يخطبها من سيدتها.. ابتسمت وفرت من امامى.. هكذا البنات.. واعتقد ان السكوت علامة الرضا.. الا اننى ارى ان ابتسامتها و فرارها من امامى لحظة ذكر  رغبة" حميدو" فيها فان ذلك اكثر من علامة للرضا.. بالتوفيق ان شاء اللة يا"ام حميدو".

ظهر البشر و الفرح على وجة" ام حميدو" من كلام "الاسطى", وشكرتة وطلبت والحت فى الطلب ان يتحين الفرصة المناسبة لكى يخبر" الهانم" بالامر, فوعدها" الاسطى عبدة" بأن يفعل ما فى وسعة لكى يخبر "الهانم" بالموضوع هذا, وقال: "حميدو" هو ابنى يا" ام حميدو" و يستأهل "صابرة".

 

كان فى قلق بالغ ينتظر امة فى لهفة, لتعود لة بالاخبار.. ولم يقدر على الجلوس فى حجرتة.. فقد شعر بضيق المكان, وبأنفاسة الحارة المطربة, فخرج سائرا حتى وصل الى بداية الزقاق .. يتلفت يمينا ويسارا فى انتظار امة.. وم ان راى من بعيد اثنان من الاشباح, حتى عرف امة فيهما, فمرق مسرعا نحوهما فى اشتياق لمعرف الجديد من الاخبار.. الا ان امة قد ربتت على كتفة فى حنان واضح وابتسامة مشفقة وقالت لة: " الاسطى عبدة" لم يقابل " الهانم" اليوم.

لم ينم ليلتة وازدات هواجسة... وعند نداء الفجر سجد للة داعيا.. وسمع صوت امة تدعو اللة فى خشوع.

 

تناولا طعام الافطار المكون من المقرر لهم كل صباح, ثم اشعل سيجارتة وركن الى الحائط فى انتظار كوب الشاى الذى تعدة لة امة.

 

جلست"عقيلة هانم" تقلب فى الماضى.. تقلب فى " البوم" ضخم يحوى الكثير من الصور بالذكريات الجميلة التى كانت تجمع بينها و بين زوجها... فى هذة الصورة وهما فى برج القاهرة.. اما تلك فهذة" سلمى" تلعب مع القرود فى حديقة الحيوان... وهذة وهما فى الاهرامات الخالدة..... وتلك.... وتلك.. آة من الذكريات.

وماذا فى هذة الصورة, كلب ضخم بجوار  ابتها" سلمى".. انة "تيجر" كلبها المدلل وهو الآن قابع بجوارها مادا رجلية للمام, محركا ذيلة فيلامس رجليها فى رقة بالغة.

اما تلك الصورة ل"تيجر" فهى فى المزرعة التى تمتلكها "عقيلة هانم" بالهرم على بعد يقدر بالكيلومترات القليلة من فيلا القمر.

انتبهت"عقيلة هانم" على دقات رقيقة على باب حجرتها.. انها "صابرة" جاءت اليها بصحف الصباح وبريد اليوم.. وما ان لمحت خطاب من ابنتها" سلمى" حتى اختطفتة بين راحتيها تقبلة فى شوق.. كان يرقب ذلك كلبها الذى انتفض واقفا واخذ طريقة خارج الحجرة. اما"  صابرة" فقد انصرفت الى شئونها المنزلية او الىشئونها الخاصة فهى دائما ما تخلط بين الاثنين!! خاصة اذا كانت تقوم بتنظيف المرآة.. اهو حرص على نظافة المرايا !! ام هو حرص على شىء آخر!!

 

كانت رسالة ابنتها" سلمى" خليط من العواطف و الخواطر.. فقد نجحت ابنتها فى الامتحانات وهى منقولة الان الى العام الثانى الجامعى, وقد حصلت على تقدير مرتفع, فقد كانت تدرس الانجليزية فى احدى المدارس الخاصة باهظة التكاليف, فلم تجد ادنى صعوبة فى  التحصيل, الا ان والدتها و بغريزة الام لاحظت نبرات الضيق فى عباراتها لها.. كتبت عن اصدقائها وخاصة صديقها" روبرت" قكتبت تقول" اننى لا اطيق هذا السخص المدعو" روبرت"  لقد انتهزها مرة ونحن نرتع فى المروج وامسك يدى واقترب منى محاولا تقبيلى... لكننى نهلرتة بشدة وبقوة كادت ان تضعف لولا ظهور احدى صديقاتى من خلال الاشجار.. اماة لقد زجرتة انا و صديقتى"نادية" من احدى البلاد العربية.. من دمشق.. فتاة جميلة.. فهى صديقتى الحقة التى  الجأ اليها فى بعض المشاكل الصغيرة.. واتمنى يامى العزيزة ان تتعارفين عليها فى الاجازات فقد دعوتها لزيارة مصر ومشاهدة الاهرامات.

امى منذ هذة الواقعة لم اكلم هذا ال"روبرت".......

 

 

 

هذا" الروبرت" المغرور الذى يعتقد ان البنات خلقن فقط لة, اما صديقى الاخر الخجول " ريتشارد" فقد زادت علاقتى بة واصبح الان اكثر تحررا, انة صديقى الحميم الان, فكثيرا ما نتسوق معا, ونذهب ثلاثتنا هو و" نادية" وانا ونتنزة فى الحدائق الكثيرة المحيطة بالكلية, وفى العطلات الجامعية كثيرا ما نذهب الى الاماكن الجميلة, فقد سافرنا الى مدينة "ديزنى لاند"  واعجب بها كثيرا فى متعة ليست للصغار فقط ولكنها متعة للكبار ايضا, ولقد سعدت ايضا باخت " ريتشارد", انها فتاة رقيقة المشاعر غاية فى الجمال قريبة العمر منى واصبحت صديقة لى, فكثيرا ما نتجول فى شوارع "كاليفورنيا" للتسوق وشراء الكتب والمراجع.... امى الحياة هنا جميلة ودائما هناك لكن... لكن تواجدك معى سوف يكون لة وقعا جميل, الا اننى سوف اجتهد للحضور الى مصر فى الصيف القادم بعد انهاء العام الثانى الجامعى, اخشى ان احضر الى مصر وعندى مادة لم انجح فيها.. اخشى ذلك وسوف اجتهد كثيرا للبعد عن هذا الخاطر, ولكم انا اعد الايام عدا لكى اكون بجوارك امى العزيزة.. اننى اعرف ان مجرد دعوتى لك بالحضور الى امريكا مستحيلة فانا اعلم انة ليس هناك من يدير مصالحنا فى القاهرة حتى الان.. وفقك اللة امى.....

اما من ناحية اخبار خالى" عصمت" فأنا سعيدة بة فخورة فهو مشهور جدا هنا, دائما يسأل عنى فى اوقات فراغة القليلة... اننى احبة كثيرا, ودائما يقول لى ان ارسل تحياتة اليك, وكذلك زوجتة التى ترعانى واخبرها عن بعض مشاكلى هنا ونعمل على حلها معا.

امى الغالية.. ارجو ان تكونى جميلة مشرقة كعهدنا بك, كما ارجو لك السلام... والسلام.

 

 

نهض" تيجر" من مكانة وراء سيدتة التى طوت الخطاب واودعتة فى درج الخطابات الخاص بأبنتها "سلمى", ثم ربتت على ظهر كلبها, وعادت الى مقعدها الوثير, تقلب فى صحف الصباح بطريقة سريعة, ثم عادت الى بقية الخطابات التى حضرت اليوم.

هذة رسالة من خفير المزرعة, وتلك من وكيل عمارتها فى شارع المبتديان.... وهكذا حتى ضجرت من هذة الحياة الجافة هذة, فأتجهت الى سريرها والقت بجسدها علية .. على الفراش, غارسة اصابعها الرقيقة فى فخدعها الوثير... ثم قامت الى المرآة...... واطالت النظر..... انوثة... واى انوثة, قوام... انة قوام جميل... تعرف هى ذلك وتشعر بة عندما تكون فى حفلة, او بالاحرى عندما تتواجد فى مكان بة الرجال.... تعرف ان الجميع يريدها, ولكنها لن تلقى بقلبها الا الى الرجل ذو الاخلاق والقيم, الرجل الذى ليس لة غرض مالى, الرجل الذى يحبها لذاتها... انها تبحث عنة لتعطية قلبها... تبحث عنة لتعطية جسدها كلة... بحثت عنة .. عن الرجل, وقد وجدتة, الا انها لم تتأكد بعد بأنة يبادلها نفس الشعور.. الاحساس.... الحب.

لقد وجت الرجل, انة ذلك الشاب الوسيم الذى يعرف كيف يخنار ملابسة ورباطة عنقة, انة الفتى بنى الشعر... اتعرفونة.... نعم انة هو... هو"تامر" ابن المحامى المشهور.

بدأت تراقبة منذ ان كان فى مرحلة الثانوية, كانت تختلس النظرات الية, وهى لاتعرف مذا تفعل ولماذا هو بالذات؟!! لقد كذب من يقول ان المأة تريد رجل.. اى رجل! ولكن المرأة كالرجل تحب الجمال وتعشقة.. والجمال لا يحب الا الجمال.

قد يميل الرجل الى اى امأة فى الطريق لكن المأة لا تبتسم الا لمن حظى بقدر من الوسامة و الذكاء فى معاملة النساء.

كانت تلك الشروط وغيرها كثير متوافرة فى"تامر", ساهم فى تفكيرها فية ان والدتة" صفية" كانت كثيرا ما تتحدث عنة اليها وعن نوادرة و تأخيرة ليلا عند اصدقائة... تحدثها عن شقاوتة وعن معرفتة بكثير من الفتيات وهو مازال فى بداية ايامة الاولى فى الثانوية... تصورى يا"عقيلة" التليفون لا يخرس رنينة ودائما مشغول بأصدقائة وصديقاتة من فتيات النادى واخريات لا اعرفهن!!

هكذا الامهات يتفاخرن بأبنأئهن من خلفهم,وامام ابنائهن فهن حريصات على ان يوجهن اليهم النصح وذهب ولا تذهب .

تصورى يا" عقيلة".. كان يسير بجوارى ذات يوم ونحن فى طريقنا الى خارج النادى, يدة لم تكف عن التلويح الى فتيات كثيرات.. الامهات انفسهن ارى الاعجاب بهذا الولد الشقى .

كان ودائما هذا الحديث ما يطرب "عقيلة" وتحاول الا تظهر اى اهتمام مبالغ فية وهى تبادلها الكلام عن "تامر" وتريد من " صفية" ان تتكلم وتتكلم عن"تامر".

كانت "عقيلة" تستمع الى حديث " صفية" وكأنة حديث عابر  الا ان الامر قد اختلف عندما شاهدتة"عقيلة" ذات يوم فى صحبة صديقة لة.. انة يضحك.. انة يهمس.. انة...

 

لقد كان "تامر" من هؤلاء الذين يعرفون جيدا فن الحوار معهن.. جذاب دائما لهن, ويوظف كل ذلك لخدمة اغراضة بعد ان تكون الضحية فاقدة الوعى امام نظراتة وكلماتة المخدرة.

ولا تنسى"عقيلة" يومها عندما التفت" تامر" فجأة نحوها فحمرت وجنتاة ارتباكا واتجة ناحيتها يسلم عليها, فمدت لة يدها وشدت عليها مع ايمائة برأسها ذات مغزى.

 

كان الاعجاب ب"تامر" هو اول كل شىء لديها لدى"عقيلة".. ثم الاهتمام بمعرفة اخبارة.. ثم مراقبتة فى النادى يوميا من خلال نظارة سوداء تخفى جزءا كبيرا من تعبيرات عينيها.. اخفق لة قلبها.. ارهقت من التفكير فية.. هى فى صراع مع نفسها ومع التقاليد.. كيف ولماذا هو بالذات.. انة القلب.. انة الحب.

تتذكر دائما تلك الحفلة التى اقامها لة والة تكريما لنجاحة فى الجامعة.. انها تتذدر جيدا..لقد كانت هناك بعضا نت شعرات شاربة الجديد قد غرست برفق فى خدها الحريرى وهى تقبلة.. انها تتذكر جيدا ولا يمكن ان تنسى خدش تلك الشعيرات لخدها.. فماذا لو خدش شاربة بجميع شعيراتة خدها !!

اتراة قد فهم وعرف مغزى همستى لة فى تلك الليلة .. اتراة كذلك ام انة قد اخذ الامر بسطحيتة ولم يتعمق فى معنى الثغر الهامس.

افكار و افكار تدور فى مخيلة" عقيلة" وهى مستلقية فوق فراشها الوثير الناعم, تغمض عينيها الفنية والاخرى تبحث عن عالم جديد يضمها وحبيبها فقط.

 

كثيرة التفكير هى, ومحبة للعزلة ,تقلب الامور, انة يصغرها فى العمر.. فماذا تفعل؟!

ونتيجة اعتكافها.. كان لة تأثير سىء على" حميدو".. هل " الاسطى عبدة" اخبر" الهانم".. ورفضت؟

ولماذا رفضت؟ واخذ يحدث نفسة بشعر سمعة فى مولد " السيدة زينب" , وامة صاغية الية, ولم تتمكن من منع الدموع.

اما ما سمعتة من شعر ابكاها :

ان حظى كدقيق فوق شوك نثروة

ثم قالوا لحفاة يزم ريح اجمعوة

صعب الامر عليهم قل قوم اتركوة

ان من اشقاة ربة كيف انتم تسعدوة.

 

ردت علية امة تواسية بشعر ايضا سمعتة فى احدى الموالد:

ولرب ناذلة يضيق بها الفتى زرعا  وعند اللة منها المخرج

ضاقت فلما استحكمت حلقاتها فرجت وكنت اظنها لاتفرج

 

ضاق "حميدو"بالحياة, وبفقرة وفقر كل من بالحارة.. الا هناك من ينظر الينا.. ليست هذة حياة..

ثم يرجع مستغفرا ربة, ويرضى بحالة, لانة لامفر.. وزاد من نقمتة على الحياة انة لم ير " صابرة" منذ ان اخبرها" الاسطى عبدة" برغبة " حميدو" فى الزواج بها... ان كيدهن عظيم, فقد اخذت" صابرة" طريق آخر لانجاز مهماتها والتسوق.. وفى بعض الاحيان كانت تختلس النظر الية من بعيد دون ان يشعر بها "حميدو"

 

"الاسطى عبدة" لم يتمكن من رؤية" عقيلة هانم" الا فى احيان قليلة ومن بعيد , وهى جالسة فى الحديقة الخلفية تقرأ قصة اوتتصفح جريدة و بجوارها "تيجر" رابض يرقبها.

 

"حميدو" غالبا صامتا يفكر فى الفقر والاغنياء ودائما ما يسأل هذا السؤال امام امة وامام اهل الحارة: هما دول مش وخدين بالهم ان فية ناس مش عارفة تاكل طين حتى؟!!

لاحول ولا قوة الا باللة .. استغفر يابنى ربك.. بكرة ح تفرج.

وبكرة دة امتى؟

يابنى حرام عليك تعبتى

يامة فية ناس مش عارفة تودى الفلوس فين.. هما مش عارفين ان فية آخرة !!

ما يتبرعوا او تيصدقوا علينا او حتى يدفعور الضرائب.. اية دة.. حاجة تكفر.

يابنى استغفر ربنا.. بكرة ح تحلى وتبقى عسل.

واللة انا خايف من بكرة اذا استمر الحال دة.. لازم حد يشعر بنا مفيش اغنياء..  تذكى علينا..دة امبارح مش عرفت انام من بكاء اولاد عم " عبد الرزاق العربجى".. سمعتهم يبكون يريدوا رغيف من العيش.. رغيف واحد!!! لاحول ولا قوة الا باللة .. واللة يا امة كنت عايز  افتح تحويشة العمر واعطيهم منها.. لولا.. لولا.. الحال.. منتى عارفة حوشتهم من الجلد الحى.

 

 

لم يكن زواج "حميدو" معقد كثيرا كما هو زواج "عقيلة هانم", كل ما هناك انة لم تحن فرصة مقابلة" الاسطى عبدة" بها ليخبرها برغبة" حميدو" هذا. وكل شىء متوقف على اشارة من سيدة الفيلا الى" صابرة" بأن تأمر" الاسطى عبدة" بالاستعداد لجولة وسط البلد او الذهاب الى المزرعة او النادى. وحينئذ سوف ينتهز" الاسطى" الفرصة ويخبر " الهانم" برغبة ذلك الشخص" حميدو" بالزواج من" صابرة".

 

 

لم يجد "تامر" خلال الشهور الفائتة عمل مناسب, واتقر رأى اسرتة بأن يتصل والدة ب"عقيلة هانم", ويخبرها بأنة وجد وكيل اعمالها المناسب .

 

وفى احدى ايام الشتاء الباردة , وامام المدفئة, وعلى كرسى وثير, جلست "عقيلة هانم"وفى يدها قصة جميلة, هى قصة "الحرب والسلام".. وهى قصة ممتعة حقا نسيت العالم حولها.. اللهم صوت خفيض ينبعث من احتراق الخشب الملتهب فى المدفئة.. فجأة رن الهاتف بجوارها.. وكان الاستاذ"تيمور المحامى" على الطرف الاخر من الهاتف..

اهلا  اهلا"تيمور بك"

مساء الخير"عقيلة هانم"

اهلا  اهلا ازاى المدام؟

بخير و الحمد للة

انا يا"هانم" وجدت لك وكيل الاعمال المطلوب

واللة اخبار حلوة.. انا تعبت .. اسمة اية؟

ابنى"تامر" طبعا سيادتك عارفة انة معاة ادارة اعمال

................................................................

وطبعا يشرفنا ويشرفة انة يعمل عندكم

..........................................................

الو... الو...

ايوة ايوة انا سمعاك يا"تيمور بك"

طيب اية رأك يا"هانم"؟

......................................

الو......... الو

اة .. اة.. طبعا موافقة

مبروك يا"هانم"

............ اة.. اللة يبارك فيك

طيب امتى احضر انا والمدام ومعنا الوكيل الجديد

دلوقت اذا كان ممكن

انا آسف جدا فية مشوار مهم... اية رأيك غدا مساء

موافقة.. موافقة

سلامى عليكم

باى

 

انتهت المكالمة, وسماعة الهاتف ما ذال فى يدها!!

اغدا القاق  ياخوف فؤادى من غدا

من كتر شوقى سبقت عمرى

 

بكرة بكرة اللة اللة على كدة.. قالتها هامسة الى نفسها وهى وجلة مسرورة.. ان الرياح تأتى بما تشتهى السفن.

 

فى حجرة الاستقبال.. فى المساء التالى, كانت عائلة" تيمور حسين" بكاملها فىفيلاتها.

هذا والدة.. وهذة والدتة.. وامامى .. وامامى "تامر" انة قريب منهاوسوف يقترب اكثر واكثر.. مش معقول.. مش معقول, لم تنتبه لوجودهم لحظات فقد كانت شاردة تفكر, ولم تخرج من هذا الشرود الا على صوت حبيبها يبدى اعجابة بفيلاتها واثاثها الفاخر خاصة بالتمثال الرائع القابع هناك فى تلك الركن من حجرة الاستقبال.

كانت لديها رغبة ان تجذبة من يدة لتطلعة على الفيلا كلها وخاصة.. وخاصة.. ولكنها لم تفعل!!

 

 

بدأ حديث الاستاذ" تيمور حسين" موجة كلامة الى "عقيلة هانم" قائلا: ارجو ان اكون قد وفقت فى اختيار الوكيل الجديد.

وفى هدوء متعمد قالت: لقد وفقت كثيرا يا استاذ" تيمور" ثم نظرت الى "تامر" وقالت:ارجو ان يوفق الوكيل فى عملة.

وفى ثبات ودون ارتباك قال "تامر": ان شاء اللة.

 

لم تشأ "عقيلة" تن تجعل الجو المحيط علاقة عمل,فاتجهت فى حديث ودى مع صديقتها "صفية", ثم دعتهم الى تناول العشاء معها حرصا منها ان تشيع نوعا من الالفة والتقارب.

 

ومرت الايام.....

لقد انكسر حاجز ضخم فى علاقتها بينها وبين " تامر" الوكيل الجديد, وهدأت بعض من افكارها, وثار البعض الآخر. لقد كان افارق السن بينهما يعذبها كثيرا فهى تكبرة فى العمر بحوالى احدى عشرة عاما مما يسبب بعضا من الحرج فى ان تجد الوسيلة للوصول لقلب " تامر", وقد يكون لفارق السن هذا مما يجعلة لايفكر فيها بالمرة.. ارتعدت من هذا الخاطر, وتجهت الى حجرة نومها وجلست امام المرآة وهى ترتدى قميص نومها, اعدلت من خصلات شعرها, ثم  ارتمت على فراشها وهى تبكى... واثناء احتضانها لوسادتها الناعمة سمعت صوت خطوات تقترب من حجرتها.. وامام حجرتها وقفت الخطوات لحظة ثم سمعت دقات خفيفة على الباب.. ودخلت "صابرة" خادمتها المطيعة تخبرها بقدوم الوكيل الجديد.

انتفضت "عقيلة" من فراشها وارتدت افخر ما لديها من ثياب الصباح, واجمل ماعندها من اساور ذهبية, واسكبت على جسدها وحول عنقها من عطرها الفرنسى الشذى.. ولم تنسى ان تطلق صراح زرين من عروتهما.. لكى لايختنق النهدين, فهما فى حاجة للهواء, ثم اتجهت الى المرآة ونظرت مليا واعدلت من خصلات شعره الجميل الناعم , وبسرعة كانت فى طريقها الى الوكيل الجديد.

 

كان الوكيل الجديد" تامر" يقف امام التمثال العارى يتأملة كفنان.. جمال النحت, والبروزات, والاستدارات... واثناء ذلك ظهرات من بعيد " عقيلة هانم" ,دون ان يشعر بها, وهى تبتسم ابتسامة رضى.. سارت نحوة بهدوء حتى اصبحت بجوارة.. ارادت هى ذلك, لكى ترى وقع قدومها المفاجىء.. وقد كان.. لقد خجل منها عندما رأها, الا انة تدارك الموقف سريعا, وسلم عليها برفق, وسلمت علية بحرارة, وقالت لة: اهلا تامر

قال لها: اهلا بك "عقيلة هانم".

قالت: لقد اشتريت هذا التمثال الجميل من احدى المزادات بسعر مرتفع.

قال لها بلهجة فنان: لقد اعجبنى فى هذا التمثال دقة الانف فقط!!!!

فظهرت ابتسامة ساحرة على ثغر "عقيلة" ودعتة للجلوس.

وعلى المقاعد الوثيرة طالت جلستهما فى حديث حول سئونها المالية والثلاث عمارات ومزرعتها الكبيرة, حتى حان ميعاد الغذاء, وهما مازالا فى نقاش حول امور العمل وكيفية تنفيذة , والمهم المتابعة المستمرة بعد اتخاذ القرار.. فلم يقطع حديثهما الا على دقات الساعة الكبيرة هناك تخبرهما بالثالثة ظهرا... هنا انتبة "تامر" الا الوقت واراد ان ينصرف الا انها رجتة والحت ان يتناول معها طعام الغذاء.

لا.. لا يا"تامر" انت ستتناول الغذاء معى.

اعزرينى سوف اذهب الى مشوار ضرورى.

دة امر.

وانا موافق.

 

اغلق تامر الاوراق امامة, ووقف يغلق زر الجاكت واعدل من رباطة عنقة, والتفت سريعا الى مرأة وهو متجها مع "عقيلة هانم" الى حجرة الطعام.. على يمينها كان مجلسة على طاولة عامرة بمشهيات الطعام.. واثناء تناول الطعام الشهى كان حديثهما عن آخر الافلام المعروضة فى وسط البلد.... واتصل الحديث ايضا وهما فى طريقهما الى الصالون مرة اخرى لتناول قطع من " الجاتوة" مع اكواب الشاى باللبن.

اختلف الحديث قليلا.. تكلموا عن الموضة, وخاصة عن الرجال, حيث الشارب المنمق والشعر المنسق.. كما لو كانت تمدح فية وفى ذوقة... فهو كذلك.

" تامر"  ذو شعر ناعم.. مهتم بملابسة واناقتة.. يجيد اختيار الملابس ورباطة العنق.

قالت"عقيلة" مباشرة لة ودون مواراة: الوكيل الجديد.. يجنن.

قالت ذلك وهى تبتسم مع ايمائة مفهوة جدا لمن لة خبرة فى التعامل مع النساء.

ولقد كان ل" تامر" غزوات.. زاى غزوات, منذ كان صغيرا فى مرحلة الثانوية والجامعة ايضا.. غزوات وفتوحات وبعضا من الانتصارات.. كانت حبيبة صباة هى بنت الجيران.. هى اول من احب فى عالم النساء.. فتاة مشرقة الوجة جميلة شقراء الشعر.. صدرها فى نمو مضطرد وجسمها يزداد التفافا وتدويرا يوما بعد يوم.. تعرف عليها ذات يوم وهو مستغرق فى رسم بعض الاجهزة المقررة علية فى عامة الثانى من المرحلة الاعدادية.. سمع صوت رقيق ينادى علية فى رقة.. التفت الى الصوت الجميل.. انها " منى" بنت الجيران التى تدرس فى احدى المدارس الاجنبية باللغة الفرنسية... "منى" اول من تعلق بها.. ابتسامتها ساحرة.. تبعها اشارات.. وتقابلا فى"جروبى عدلى" المحل الشهير بوسط البلد... كان اللقاء الاول.. تجربة لاتنسى.. كان مرتبكا بعض الشىء, وهى كذلك.. انها تجربة اللقاء الاول....

تدارك" تامر" الموقف, وتمكن من ان يدير الحديث بمهارة لم يتصور نفسة انة كان يتصرف بهذا الاسلوب الرقيق..شياكة حديثة.. همساتة.. لمساتة ليديها الناعمتين كقطعتان من الحرير.

استمرت العلاقة بينهما جميلة حتى رأتة "منى" بالصدفة وهو على السلم يقبل صديقتها"لبنى"....!!!

اتصل كثيرا بحبيبتة الاولى"منى" الا انها رفضت جميع اعزارة الواهية.. و طلبت من ان يعيد اليها كل سطر كتبتة لة وان يقطع علاقتة بها تماما.

كانت اول صدمة عاطفية يواجهها "تامر", هزتة من داخلة وزاد من ذلك ان " لبنى" بعد ان اهتزت صورتها فى نظر صديقتها "منى".. ابتعدت عنة فكانت تشيح بوجهها بعيدا اذا تقابلا بالصدفة فى اى مكان.

 اما فى الجامعة فقد كانت ل"تامر" فتوحات كثيرة يضيق بها المكان هنا ويفضل قرائتها فى" مذكرات طالب فى الجامعة" التى كتبها بعد انتهاء دراستة فى الجامعة... فنحن ليس بصدد كتاب عن تاريخ "تامر" ولكننا فى محولة لمعرفة مفتاح شخصيتة.

 

 

شاع الهدوء كثيرا فى افكار "عقيلة هانم" واقبلت على الدنيا راغبة فيها متفائلة بها.. ففى صباح مشرق جميل تجولت فى حديقة منزلها.. تقطف زهرة من هنا و زهرة من هناك يتبعها كلبها الضخم اينما ذهبت , وتتبعها بخطوات خادمتها "صابرة" مسرورة لان سيدتها قد عادت الى مرحها ورقتها.. جلست "عقيلة هانم" هنا على الحشائش, ترتب على رأس كلبها الذى لم يتوقف لحظة عن هز ذيلة تحية وسرور لعودة سيدتة الى المرح.. وعلى البساط الاخضر جلست امامها" صابرة" معربة لها عن سعادتها لعودتها الى المرح وحب الحياة.. تحدثا كثيرا فى امور شتى, وعندما حميت الظهيرة انتقلوا تحت تكعيبة من العنب , وجلست "عقيلة هانم" على احدى كراسى الخيزران وامامها كلبها وخادمتها" صابرة" التىافترشت الارض, وتناولا امور شتى آخرها ان تأمر الطباخ بعمل قطع مشوية من اللحم على الغذاء على ان يكون هناك مثير من الفاكهة خاصة الموز الذى تفضلة.. كما امرتها بأحضار الهاتف القريب فى ركن من التكعيبة امام زهور القرنفل.

انصرفت "صابرة" الى شئونها, وبدأت "عقيلة هانم" تدير قرص الهاتف للاتصال بصديقتها" صفية"

الو.. " صفية هانم" موجودة؟

ايوة يا فندم.. لحظة واحدة

الو.. اهلا ياروحى ازيك يا"عقيلة"

الحمد للة.. اخبارك اية يا"صفية"

.............

ودار حديث طويل عن الاخبار والتسوق وثرثرات النساء معروفة!! وانتهى الحديث بأتفاق ان يذهبن فى الصباح التالى الى وسط البلد لكى تتسوق"عقيلة" بعضا من الاقمشة لتحيكها عند السيدة" دولت" فساتين بديعة للربيع القادم.. وللحب القادم, فقد رغبت"عقيلة" ان تستعد لحياتها الجديدة مع وكيل اعمالها الجديد, فقد اصبح كل شىء جديد فى حياتها.

 

 

الا ان "حميدو" لم يجد اى شىء جديد فى حياتة واصبح الملل و الضيق  يلازمانة فى تلك الاسابيع  الماضية, فكما نعرف لم يستطيع " الاسطى عبدة" ان يخرج بالسيارة خلال تلك الاسابيع, رغم انة كل يوم يقوم بغسل السيارة بالماء ومسحها بالفوطة الصفراء, وينتظر اشارة من سيدتة لتوصيلها حيث تريد, ولكن لم تظهر سيدتة بعد لكى ينتهزها فرصة ويخبرها برغبة هذا" المكوجى" فى الزواج بخادمتها"صابرة".

 

وفى الصباح التالى الموعود, ارتدت" عقيلة" ملابسها وتناولت قطعة من الخبز وبعضا من حبات الزيتون الاسود, مع كوب من الشاى المضاف الية اللبن, واثناء ذلك طلبت من خادمتها"صابرة" ان تجهز السيارة امام باب الفيلا.. ثم القت نظرة فى المرآة لغرض فلى نفسها فهى تريد ان تزيد التأكيد بأنها جميلة حقا.. ثم اتجهت الى باب الفيلا يتبعها كلبها وخادمتها "صابرة", وعندما لمحها من بعيد"الاسطى عبدة" اسرع بفتح باب السيارة الخلفى ناحية اليمين مع انحنائة كبيرة وابتسامة واسعة.

لقد حانت الفرصة لة الان فأصبحت" عقيلة هانم" لاتبعد عنة كثيرا.. انها الان تجلس خلفة بجمالها الاخاذ.. الا انة لم يستطع ان يتكلم معها بخصوص"حميدو" لقرب فيلاتها من بناية" تيمور حسين" , امام البناية كانت" صفية" صديقتها تقف فى انتظار"عقيلة"......... ثم اسرعت السيارة الى وسط البلد.

 

ولقد شاهد" حميدو" السيارة تمرق من بعيد وهو يزاول مهنتة فخفق قلبة خفقة شديدة, وتوجة الى اللة فى دعاء ان تستجيب لة الاقدار ويقترب بحبيبتة" صابرة".

نادى "حميدو" على امة وهى ب" الكشك القريب من المحل واخبرها بأنة شاهد سيارة "الهانم" من بعيد.. رأى بزوج عينية السيارة اخيرا و"الهانم" بداخلها.

ربتت امة على كتف ابنها ودعت لة بالتوفيق, وانصرفت الى شئونها فى" الكشك"... وانتظرا بما سوف تجىء بة اخبار المساء.

وقبل ميعاد غلق المحل بحوالى الساعتين نادى "حميدو" على امة قائلا:

ياامة اغلقى الكشك وتعالى بسرعة.

خير يابنى فية اية.

بس لغلقى الكشك وتعالى.

حاضر يابنى.

 

وعندما اقدمت الام نحو ابنها " حميدو" اخبارها بأة يجب الذهاب حالا الى بيت " الاسطى عبدة" لنعرف الاخبار.

 

وفى حارة مجاورة للزقاق الذى يعيش فية "حميدو" كان بيت" الاسطى عبدة" وبجوارة بركة صغيرة من مياة الصرف الصحى, اضفت للمكان رائحة كريهة.. وعلى خشبة تتوسط تلك البركة عبرها "حميدو" وامة فكانوا امام باب بيت" الاسطى عبدة".

استقبلتهم زوجة " الاسطى" بالترحاب, وقدمت اليهم اكواب الشاى, حتى يرجع " الاسطى" من الخارج, فهو دائما ما يذهب الى قهوة " المعلمين" لتناول نفسين من " الشيشة" حتى يعدل من مزاجة.

 

لم يطل الانتظار كثيرا.. واثناء صريخ من طفل رضيع دخل " الاسطى" فرحب بهما وجلس على مقعد بجوار"حميدو" وامام امة, بعد ان طلب من زوجتة ان تعد لة طعام العشاء... ثم اشعل سيجارة من التبغ , واخذ نفسا عميقا, وارجع رأسة الى الخلف قليلا , وبدى كما لو ان الكلامات قد هربت من, ثم نظر الى"حميدو" وقال بلهجة آسفة: معلشى كانت جارت " الهانم" معها فى السيارة ومعرفتش اقول شىء !!

 

كانت تلك المقولة السابقة فيها كل الايجاز بأن مهمة" الاسطى عبدة" لم تكلل بالنجاح.

 

لاحظ" الاسطى عبدة" اقتضاب"حميدو" وشيئا من الحزن فى عيون امة, وفى محاولة من "الاسطى" لارجاع السكينة و الطمئنينة اليهما, واصل حديثة اليهما, واخبرهما بأن" الهانم" اشترت بعضا من الاقمشة, وسوف تقوم بتفصيلهم عند السيدة" دولت", واثناء توصيل "الهانم" ان شاء اللة يكون كلة تمام.

 

لم يجد" حميدو" وامة ما يقولوة سوى الدعاء "للاسطى" ان يوفقة ويخبر "الهانم", وارادا الانصراف الا ان " الاسطى" شدد عليهم ان يتناولا معة طعام العشاء, فشكروة... وانصرفوا الى زقاقهم الضيق حيث حجرتهم التى تأويهم... كان الصمت ثالثهما.. او قل الضيق بالحياة ومن فيها.

 

فى صباح احدى الايام الشتوية المشرقة الدافئة تناولت "عقيلة" افطارها فى الحديقة الخلفية تحت احدى اشجار البرتقال ورائحة زهور اشجار الليمون تأتى اليها من بعيد, تشيع فى الجو المحيط عطرا منعشا ينساب مع نسمات هادئة الى حيث تجلس "عقيلة" , وبنفس راضية مرحة تناولت افطارها وهى راغبة فى الحياة, مستبشرة بألايام المقبلة.

وعندما لمحت "عقيلة هانم " من بعيد خادمتها "صابرة" وهى فى طريقها الى المطبخ, اشارت لها لكى تأتى , واخبرت "صابرة" برغبتها فى ان تعد لها الدور الثالث من الفيلا ذات الالواح الجدران الزجاجية لكى تستمتع بدفء شمش الشتاء........

 

 

 

 

الدور الثالث من "فيلا القمر" شبة مهجور, تراكمت على مقاعدة وزجاجة طبقات من الاتربة.عاون فى ازالتها مع "صابرة"  " مرجان الطباخ", اعدوا المكان بما يناسب مع وضع بعضا من زهور القرنفل فى ارجاء المكان الفسيح, ذات الستائر الزاهية الجميلة, وبعد حوالى الساعتين كان هذا الدور معد لاستقبال سيدة الفيلا.

 

تقدمت "صابرة" الى سيدتها واخبرتها بأن كل شىء على مايرام وان هناك فى الحجرة الشرقية المرتبة الخاصة للتدليك للاستلقاء عليها و الراحة.

وفى الحجرة ذاتها كان الجو معبق بشذى ازهار القرنفل واشعة الشمش تتسرب هادئة الى الحجرة وتشيع فيها الدفء... كانت هذة الحجرة مكانا منعزلا بعيدا عن  اعين الجيران لذا اعتادت "عقيلة" ان تأخذ حمامها الشمشى فى هذة الحجرة.

وما ان اخبرتها الخادمة" صابرة" حتى اسرعت" عقيلة هانم" الى حجرة نومها والقت نظرة الى مرآتها واعدلت من وضع نهديها فى غلالتين شفافتين وارتدت قطعة "المايوة" السفلية ثم ارتدت على ذلك جميعا روب صيقى خفيف ناعم.... وهنا فى حجرتها الشتوية فى الدور الثالث كان يستقبلها عطر القرنفل ويتبعها كلبها الضخم فى خفة ونشاط.... فى هذا الجو الدافىء المعطر خلعت روبها الناعم فظهر مفاتن جسمها الوردى لأشعة الشمش التى اسرعت تتغلغل الى جسمها الغض.. وعلى المرتبة استلقت ببطنها فنغرس نهدين كاستدارة المانجو وكنعومة الحرير فى المرتبة الجميلة الشكل.. وعلى مقربة منها ربط كلبها كالحارس الامين على تلك الممتلكات المغرية.. ينظر اليها معبرا بأعجابة وذلد بتحريك ذيلة فى حركة ترددية سريعة.

واخذت تتقلب على مرتبتها الناعمة للتدليك ولتوزع اشعة الشمش بأنتظام...

...............................

 

للقصة بقية طويلة فهى تعالج امور الغنى الفاحش و الفقر المدقع....................

اذا حازت السطور السابقة اعجابكم ..و تنبىء عن نسيج لقصة.. ارجو ارسال ما يفيد الاستمرار فى كتابة باقى القصة... كل الشكر لكم.. مع تحياتى

 

 

مهندس

 

هانى سويلم

القاهرة للادوية

 

hanyswailam@hotmail.com

http://hanysamir77.jeeran.com

 

 

السلام على الجميع ... سويلم

 

BACK

 

Google

 

 

معظم ما نشر فى مجلة العرب    

معظم ما نشر فى مجلة الركن الاخضر  

معظم ما نشر لى فى جريدة مصر الحرة

معظم ما نشر لى فى صحيفة فضفضة

معظم ما نشر لى فى صحيفة نور الفجر

معظم ما نشر لى فى الوطن

معظم ما نشر لى فى المثقف

معظم ما نشر لى فى مركز النور

معظم ما نشر لى فى الفوانيس

 

 

شريط الأنباء
الامثال الشعبية
نهر النيل
تربية النحل
اهمية المتابعة
الموسوعة الطبية
مناسك الحج
اربح المليم
البحر الميت
معلومات مفيدة
فوائد الليمون
عن الكرة لتكلم
رياح الخماسين
من القرية نبدأ
القرية الذكية
اللغة الهيروغليفية
حكمة
مثلث الحياة
هارون الرشيد
من النقش الى العلم
عودة الحمير
مقالاتى فى الجرائد
رد الجميل
سفينة الصحراء
شكر خاص
من مثل فاطمة ؟
اليورو .. و انا
ظاهرة جديدة
عجائب الدنيا
التغذية
موعظة لأبنى
ازيلوها
الشجرة  الأم
مثلث التنمية
مصادر الطاقة
قصص قصيرة
وسط الجماهير
ابنى موقع
الشيكولاتة
السماد و سنينة
سياحة المعلومات
السد العالى
تربية الارانب
خواطر من بعيد
قنتير العاصمة
الى امى
عمر بن الخطاب
لا شىء يعجبهم
ازرع شجرة نيم

BACK

من مقالات سويلم

عجائب الدنيا السبع

الهجوم الكبير
المرأة الجديدة
النيل و طمية
الكادر للجميع
كفة الميزان الراجحة
الاقصر
ما اجملها فكرة
عليهم السلام جميعا
 
 
 
 
سويلم فى اصوات الشمال

 

 

 

 

الامثال الشعبية

هذا هو الانسان

جسم الأنسان

فوائد البصل

العلم الازلى

من اطياف احلامى

اخلاق الاسلام

شركات الادوية

القاهرة للادوية

الاعاصير

صراخ صامت من بعيد -1

صراخ صامت من بعيد -2

صراخ صامت من بعيد -3

صراخ صامت من بعيد -4

صراخ صامت من بعيد -5

صراخ صامت من بعيد -6

صراخ صامت من بعيد -7

صراخ صامت من بعيد -8

جولة الى عجائب الدنيا

وصية أم لأبنتها

الزراعة - الصناعة -الزراعة

الشهور الفرعونية

العملة الموحدة

سويلم فى صحيفة آخر خبر

سويلم فى مجلة مسارات

عن الفيمتو

الايثانول البديل المنتظر

الاسعافات الاولية

الانتاج والتصدير

السياحة فى مصر

مصر فى القرآن

عيد الأبن البار

عن البطالة اتكلم

سويلم فى مجلة العرب

سويلم فى روزاليوسف

سويلم فى مكتوب

سويلم فى مجلة الجدار الحر

سويلم فى الركن الاخضر

سويلم فى مجلة قطر الندى

سويلم فى جريدة الشباب

سويلم فى جريدة مصر الحرة

سويلم فى صحيفة فضفضة

سويلم فى صحيفة نور الفجر

سويلم فى مجلة المحيط

سويلم فى صحيفة المثقف

سويلم فى جريدة العمل

سويلم فى مجلة الفوانيس

سويلم فى مجلة صوت العروبة

سويلم فى مجلة وطن

سويلم فى مركز النور